ألقت وزارة العدل الأمريكية القبض على شقيقين بتهمة الاحتيال على بلوكشين إيثريوم وسرقة 25 مليون دولار من العملات المشفرة خلال عملية احتيالية استغرقت 12 ثانية، وفقًا للائحة الاتهام التي كُشفت مؤخرًا، ووجهت المحكمة الاتهام إلى أنطون بيرير بوينو البالغ من العمر 24 عامًا من بوسطن، وشقيقه جيمس بيبير بوينو البالغ من العمر 28 عامًا من نيويورك بتهمة التآمر لارتكاب احتيال عبر الإنترنت، والتآمر لارتكاب جرائم غسل أموال.
وتعتبر هذه القضية مهمة لأنها تمثل أول إجراء جنائي من نوعه من قبل الحكومة الأمريكية يتعلق بالممارسة المثيرة للجدل المعروفة باسم MEV، أو الحد الأقصى للقيمة القابلة للاستخراج، حيث يعاين مشغلو إيثريوم المعاملات التي أجراها المستخدمون لكسب ربح إضافي لأنفسهم، وتشير الحكومة في لائحة الاتهام إلى أن وجود MEV ذاته يوضح ضعف شبكة إيثريوم.
وفقًا للائحة الاتهام، فقد استغل الشقيقان بيبير بوينو برنامج MEV-boost، وهو برنامج يستخدمه معظم المدققين الذين يديرون بلوكشين إيثريوم. للحفاظ على تأمين الشبكة، فعندما يقدم المستخدمون معاملات إلى إيثريوم، لا تُكتب هذه المعاملات فورًا إلى سجل البلوكشين. بدلاً من ذلك، تُضاف إلى منطقة “mempool” وهي منطقة انتظار للمعاملات التي لم تتم معالجتها بعد.
اقرأ أيضًا >> تقرير: القراصنة يسرقون 2 مليار دولار من العملات المشفرة خلال 2023
ويسمح برنامج MEV-boost لـ “بناة الكتل” بتجميع تلك المعاملات الموجودة في منطقة “mempool” إلى كتل رسمية. تجوب بوتات MEV التي تُدعى “الباحثين” المنطقة بأكملها بحثًا عن فرص تداول مربحة وأحيانًا “ترشو” البناة لإدراج أو إعادة ترتيب المعاملات بطريقة تضمن لهم ربحًا إضافيًا. (يمكن أن تستنزف هذه “استراتيجيات MEV” أحيانًا أرباح المستخدمين النهائيين).
يقوم المدققون، وهم المشغلون الذين يضيفون الكتل في النهاية إلى بلوكشين إيثريوم، بأخذ الكتل المبنية مسبقًا من MEV-boost ثم يكتبونها إلى السلسلة، حيث يتم تثبيتها بشكل دائم، وهنا استغل الشقيقان بيبير بوينو خللاً في شفرة MEV-boost سمح لهما بمعاينة محتوى الكتل قبل تسليمها رسميًا إلى المدققين، وفقًا للائحة الاتهام.
أنشأ الشقيقان 16 مدققًا لإيثريوم واستهدفوا ثلاثة متداولين محددين كانوا يشغلون بوتات MEV، حسبما ذكرت لائحة الاتهام. استخدموا الطعم لمعرفة كيفية تداول تلك البوتات، وأغروها أحد المدققين الذين كانوا يقومون بالتحقق من كتلة جديدة وخدعوا هذه البوتات لاقتراح معاملات معينة.
وزُعم أن الشقيقين قاموا بتجاوز هذه البوتات في بعض التداولات واستخدموا مدققهم لـ “التلاعب” بالكتلة الجديدة عن طريق إرسال توقيع رقمي زائف منحهم الوصول إلى محتويات الكتلة بالكامل واستبدال “معاملات الطعم” بـ “معاملات متلاعب بها”. في تلك المعاملات المتلاعب بها، زُعم أن الأخوين باعوا عملات مشفرة غير سائلة كانوا قد خدعوا بوتات التداول التابعة للضحايا لشراء أوامر لها.
اقرأ أيضاً >> الشرطة الصينية تعتقل عصابة بتهمة غسيل 1.7 مليار دولار بالعملات المشفرة
وقالت الوثيقة أن المتداولين الضحايا باعوا ما يقرب من 25 مليون دولار من العملات المستقرة المختلفة أو العملات المشفرة الأكثر سيولة لشراء عملات مشفرة غير مستقرة بشكل خاص، واستنزفت المعاملات المتلاعب بها تجمعات السيولة الخاصة بكل العملات المشفرة التي أودعها المتداولون الضحايا بناءً على تداولاتهم المتقدمة.
هذا يعني أن المتداولين لم يتمكنوا من بيع عملاتهم المشفرة الجديدة غير السائلة، والتي أصبحت عديمة القيمة فعليًا، بينما زعم أن المدعى عليهم استولوا على 25 مليون دولار من العملات المستقرة وغيرها من العملات المشفرة الأكثر سيولة، حسبما أفادت وزارة العدل.
وأكد مكتب التحقيقات الجنائية لمصلحة الضرائب الأمريكية (IRS-CI) أن الأخوين قاما بعملية تلاعب غير مسبوقة في بلوكشين إيثريوم من خلال الوصول الاحتيالي إلى المعاملات المعلقة، وتغيير حركة العملة الإلكترونية، وفي النهاية سرقة 25 مليون دولار من العملات المشفرة من ضحاياهم”.