على الرغم من زيادة شعبية عملة بيتكوين الرقمية وزيادة قيمتها إلى مستويات غير متوقعة، إلا أن السمة الأساسية مازالت متوفرة بها حتى الآن، وهي تركز ملكيتها في أيدِ القلة من البشر، حيث يتحكم 10 آلاف مستثمر فردي في ثلث العملة المشفرة المتداولة، وذلك حسب دراسة أجراها المكتب الوطني الأمريكي للبحوث الاقتصادية.
قد تتساءل يومًا ما عن أكبر مُلّاك عملة بيتكوين منذ أول وجود لها، لكن قد يكون من الصعب تحديد تركيز الملكية، لأن العديد من الأسماء الكبرى لا تتمثل في أفراد وإنما في كيانات ومؤسسات تمتلك بيتكوين نيابة عن مستثمرين آخرين.
وبالرغم من صعوبة الأمر، تمكن مكتب الأبحاث الوصول إلى الجهات التي تسيطر على 5.5 مليون بيتكوين في نهاية العام الماضي، ووجد المكتب أن أكبر 1000 مستثمر فردي يسيطر على حوالي 3 مليون بيتكوين ويمكن أن يكون التركيز أكبر من ذلك.
ووجد مكتب الأبحاث كذلك أن تأثير معدّني العملات كبير، فأفضل 10% من المعدنين يتحكمون في 90% من قدرة تعدين البيتكوين، بينما يتحكم 0.1% فقط (أي حوالي 50 منهم) في 50% من قدرة التعدين الإجمالية.
وقد تتسبب هذه النتيجة في أن تكون شبكة بيتكوين عرضة لهجوم بنسبة 51% ويمكن لمجموعة متواطئة من المعدّنين أو معدّن واحد فقط السيطرة على أكثر من نصف الشبكة، ويكون ذلك اكثر عرضة عند انخفاض سعر البيتكوين بشكل كبير.
وأكدت الدراسة إلى أنه على الرغم من الاهتمام الكبير الذي حظيت به عملة بيتكوين على مدار السنوات القليلة الماضية، إلا أن نظام بيتكوين الإيكولوجي خاضع لسيطرة لاعبين كبار ومركزين سواء كانوا من كبار المعدّنين أو حاملي بيتكوين أو البورصات، وهذا التركيز المتأصل يجعل بيتكوين عرضة للمخاطر النظامية والاختراق بسهولة.