لا يخفى على الجميع أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات العالمية الموجودة حاليًا في أشباه الموصلات والرقائق والتي أثرت بالسلب على جميع الصناعات وخصوصًا مجالي التقنية والسيارات، وظهر ذلك في توقف العديد من مصانع السيارات واختفاء بعض الموديلات وتأجيل الأخرى، مع ارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية، إليك أسباب أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات وكل ما يتعلق بها.
ما هي الرقائق التي سببت هذه الأزمة؟
تعتبر الرقائق أو أشباه الموصلات مكونات دقيقة للغاية في الأجهزة الإلكترونية والسيارات وتعمل كعقول إلكترونية تستضيف مليارات الترانزستورات بداخلها، على الرغم من اختلاف حجمها، وتعمل هذه الترانزستورات كبوابات صغيرة جدًا تسمح للإلكترونات بالمرور من خلالها، وعلى سبيل المثال تحتوي أحدث شريحة من شركة IBM على 50 مليار ترانزستور في مساحة بحجم 2 نانومتر (أي بحجم أظافر الأصبع) وهذا يتطلب بالطبع دقة متناهية في التصنيع.
ويشير خبراء الصناعة وأشباه الموصلات إلى أن هناك ما يتجاوز 100 مليار رقاقة يتم استخدامها يوميًا في جميع أنحاء العالم، لذا فلك أن تتخيل حجم الترانزستورات وأشباه الموصلات التي نستخدمها في حياتنا، فهي شريان المجتمع الحديث، وكان الطلب عليها متزايداً حتى تجاوز الكمية المعروضة في الأسواق.
ما هي شركات تصنيع الرقائق وأشباه الموصلات؟
هناك العديد من الشركات حول العالم في هذه الصناعة لكن يسيطر عليها عالميًا شركات مشهورة منها شركة انتل وشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات TSMC وشركة كوالكوم وشركة برودكوم وشركة مايكرون للتقنية وشركة تكساس وشركة ايه اس إي القابضة للتقنية وشركة إنفيديا وشركة اس تي مايكرو إلكترونيكس وشركة NXP لأشباه الموصلات.
ما أسباب أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات؟
منذ نهاية عام 2019، اضطرت العديد من المصانع إغلاق أبوابها بسبب انتشار وباء كوفيد 19 مما أثر بشكل طبيعي على الإمدادات اللازمة لتصنيع الرقائق لشهور، ومع تزايد الطلب على الإلكترونيات الاستهلاكية بسبب بقاء الناس في المنازل واستهلاك العديد من الأجهزة، وبدأت الطلبات تتراكم وسعى المصنعون جاهدين لتلبية التزايد في الطلب على الرقائق، لكن لم يتم السيطرة على الأمر حتى الآن.
ولم تكن المشكلة في التصنيع فقط، فمع انتشار وباء كوفيد 19 في منطقة آسيا، أغلقت الموانئ لعدة أشهر ويمر حوالي 90% من الأجهزة الإلكترونية في العالم عبر ميناء يانتيان الصيني والذي أغلق مؤخرًا تاركًا وراءه سفن الحاويات في انتظار الرسو.
ومع عودة فتح الموانئ مرة أخرى، ظهرت اختناقات بسبب تراكم المنتجات التي تنتظر الشحن ولا تملك بعض الشركات القدرة على نقل الشحنات المتراكمة ومما زاد الطين بلة نقص العمالة بشكل عام، وهو ما أدى إلى وقوع الرقائق في أزمة أخرى.
أي أن القرارات السيئة مع الحظ السيء وزيادة الطلب على الرقائق وأشباه الموصلات، بالإضافة إلى أزمة كورونا العالمية، كانت أسبابًا أساسية في حدوث مثل هذه الأزمة، ومع بقاء الناس في المنزل تزايد الطلب على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة البث الأخرى إلى مستوى لم يتوقعه صناع الرقائق.
ومن ضمن القرارات السيئة التي اتخذتها صناعة السيارات والتي أدت إلى زيادة النقص على الرقائق، هو إلغاء العديد من طلبات تصنيع السيارات بسبب توقع العديد منهم تعرض السوق لضربة قوية، وتحولت الرقائق إلى المنتجات الاستهلاكية وهو ما أثر بشكل سلبي واضح على قطاع السيارات من اختفاء بعض الموديلات وارتفاع أسعار بعض الموديلات الجديدة.
ما الآثار المترتبة على النقص الحاد في الرقائق؟
تعرضت صناعة السيارات لضربات قوية متتالية، حيث تشير التقديرات إلى أن الشركات الأمريكية على سبيل المثال ستنتج عددًا من السيارات أقل بنحو 5 مليون سيارة عما كانت عليه العام الماضي، ومن المتأثرين بشدة شركتي فورد وجنرال موتورز، ومن جانب آخر أعلنت شركة أبل أنه من المتوقع تأخير إنتاج هواتف أيفون القادمة بسبب أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات، وكذلك أجهزة بلاي ستيشن وإكس بوكس.
متى تنتهي أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات؟
تختلف الآراء حول موعد انتهائها بسبب عدم دراية الجميع بكل جوانب أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات، لكن يشير الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع الرقائق STMicro أن الأزمة ستبدأ في الانفراج بحلول بداية عام 2023، وأكد الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتس العملاقة في السيارات أن النقص سيستمر معنا خلال عام 2022، ويشير الرئيس التنفيذي لشركة انتل أن النقص سيستمر لمدة عامين آخرين.