تفكر شركة فولكس فاجن الألمانية في إغلاق مصانع لها في ألمانيا لأول مرة في تاريخ الشركة الممتد لـ 87 عاماً، وذلك في إطار سعيها لتقليص التكاليف ومواجهة التنافس المتزايد من شركات السيارات الكهربائية الصينية.
حيث اعترف مجلس إدارة مجموعة فولكس فاجن برئاسة الرئيس التنفيذي توماس شافر بأن برنامج تقليص التكاليف الذي بلغت تكلفته 10 مليارات يورو والذي تم إطلاقه في عام 2023 قد فشل، ومن أجل تعميق إجراءات تقليص التكاليف، قد تحتاج الشركة إلى إغلاق المصانع في ألمانيا، كما أفاد موقع “دير شبيجل” الألماني مؤخرًا بأن هناك حالياً فجوة تتراوح بين أربعة إلى خمسة مليارات يورو في الخطة المالية لعلامات فولكس فاجن وفولكس فاجن التجارية.
ولم تكن فولكس فاجن الشركة الوحيدة التي تواجه صعوبات، حيث تعاني الشركات المصنعة حول العالم من زيادة أسعار المواد، وضعف السوق الأمريكية بشكل غير متوقع، انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية، وتأثيرات طويلة الأمد من جائحة COVID-19 والغزو الروسي لأوكرانيا.
علاوة على ذلك، فإن فولكس فاجن من بين عدد قليل من شركات تصنيع السيارات التي تواجه منافسة من السيارات الكهربائية الصينية الأرخص التي تؤثر على أسواقها المحلية، ففي تصريحات صحفية يوم الاثنين، أكدت فولكس فاجن أنها تفكر في إغلاق مصنع واحد كبير للسيارات على الأقل، ومصنع واحد للمكونات في ألمانيا في محاولة لتقليص التكاليف بشكل أكبر.
اقرأ أيضًا >> كندا تفرض رسوم استيراد بنسبة 100% على السيارات الكهربائية الصينية
وقال أوليفر بلوم، الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاجن، في بيان للصحفيين أن صناعة السيارات الأوروبية في وضع صعب وجاد للغاية، ولقد أصبح الوضع الاقتصادي أكثر صعوبة، ودخل منافسون جدد إلى السوق الأوروبية، بالإضافة إلى ذلك، فإن ألمانيا بشكل خاص كموقع تصنيع تتأخر أكثر من حيث القدرة التنافسية. في هذا الوضع، يجب على الشكرة أن تتصرف بشكل حاسم.
كما أشارت فولكس فاجن إلى أن علاماتها التجارية المختلفة بما في ذلك علامتها الرئيسية بالإضافة إلى أودي وبورش وسيت وسكودا وغيرها من المحتمل أن تحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة، وأضاف توماس شافر، الرئيس التنفيذي لعلامة فولكس فاجن أن الوضع متوتر للغاية ولا يمكن حله من خلال إجراءات تقليص التكاليف البسيطة، لذلك، تعتزم الشركة بدء مناقشات مع ممثلي الموظفين في أقرب وقت ممكن لاستكشاف الخيارات لإعادة هيكلة العلامة التجارية بشكل مستدام.
ولقيت أخبار خطط فولكس فاجن انتقادات حادة من ممثلي العمال في الشركة، حيث تعهد مجلس العمل بالشركة بمقاومة شديدة وصرح بأن برنامج تقليص التكاليف في فولكس فاجن يتصاعد ويؤدي إلى صراع كبير بين الإدارة والمجلس العام للعمل.