تشير تقارير الحوادث المرورية في بريطانيا إلى أن السيارات الهجينة والكهربائية أكثر عرضة للاصطدام بالمشاة مقارنةً بسيارات البنزين أو الديزل، خاصة في المناطق الحضرية.
بناءً على 32 مليار ميل من السفر بالسيارات الكهربائية و3 تريليون ميل من السفر بسيارات البنزين والديزل، صدمت السيارات الكهربائية والهجينة المشاة بمعدل ضعف سيارات الوقود الأحفوري. وأفادت صحيفة ذا جارديان بأن المناطق الحضرية تحمل خطرًا ثلاثيًا.
بينما لا يزال الخطر الإضافي الذي تشكله السيارات الكهربائية غير مؤكد، يعتقد الباحثون أن هناك عدة عوامل تسببت في هذا الأمر، حيث يستخدم السائقون الأصغر سناً والأقل خبرة السيارات الكهربائية، وهي أكثر هدوءًا من محركات الاحتراق، مما يجعل من الصعب سماعها في المدن.
اقرأ أيضًا >> سبع دول تولّد الآن 100% من الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة
وتشكل حوادث المرور السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال والشباب في المملكة المتحدة، حيث يمثل المشاة 25% من هذه الوفيات، وبفحص بيانات السفر وحوادث المرور في المملكة المتحدة للفترة من 2013 إلى 2017 (لا تتوفر بيانات بعد عام 2018 بسبب مشاكل الأرشفة) فقد شملت الدراسة 916,713 ضحية، منهم 120,197 من المشاة واتضح أن هناك أكثر من 96,000 سيارة عادية وسيارة أجرة صدمت أشخاصًا.
السيارات الكهربائية أخطر من السيارات التي تعمل بالبنزين
الغالبية العظمى من حوادث المشاة كانت تتعلق بسيارات البنزين أو الديزل. ومع ذلك، كانت السيارات الكهربائية أكثر خطورة على نفس المسافة. فقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة “Journal of Epidemiology and Community Health” أن السيارات الكهربائية والهجينة سجلت 5.16 إصابة مشاة لكل 100 مليون كيلومتر مقارنة بـ 2.4 لسيارات البنزين والديزل فقط.
وأشارت الدراسة إلى أن السيارات التي تعمل بالبطاريات لم تكن أكثر خطورة من سيارات البنزين أو الديزل في المناطق الريفية، لكنها كانت أكثر عرضة بثلاث مرات لصدم الأشخاص في المدن.
ومنذ يوليو 2019، يجب أن تتضمن جميع السيارات الهجينة والكهربائية الجديدة المباعة في أوروبا نظام تحذير صوتي يعمل أثناء التباطؤ. ومع ذلك، فإن مئات الآلاف من السيارات الكهربائية تفتقر إلى هذه الأجهزة، واقترح التقرير أن تركيب هذه الأنظمة في جميع السيارات الكهربائية وتحديث الطرازات القديمة سيكون بداية جيدة.
اقرأ أيضًا >> المغرب تكشف عن أول منطقة صناعية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية
وقالت نيكولا كريستي، المحاضرة في سلامة النقل في جامعة لندن، إن الأفراد يعتمدون على الصوت لتقدير وجود المركبات وسرعتها وموقعها. قد يكون فقدان هذه الإشارات صعبًا على سكان المدن المزدحمة. وأضافت أن البالغين الذين يعانون من ضعف البصر أو الأطفال الذين يواجهون صعوبة في تقدير سرعة المركبات والمسافات قد يتأثرون بشكل أكبر.
وأفادت منصة CBS الإخبارية بدراسة أجراها معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS) تشير إلى أن السيارات الكهربائية تؤدي أداءً جيدًا في التصادمات المحاكية لأن بطارياتها تجعلها أثقل، مما يعزز حماية الركاب. ومع ذلك، يشعر خبراء السلامة المرورية بالقلق بشأن الأضرار التي تلحق بالسائقين الآخرين بسبب السيارات الصديقة للبيئة ولكن الأثقل وزنًا.
كان الوزن الوسطي للمركبات في منتصف عام 2023 حوالي 4,300 رطل، وفقًا للبيانات الرسمية. بعض السيارات الكهربائية الجديدة الضخمة تكون أثقل، لذا يشعر خبراء التصادم أن هذا الفارق في الوزن هو أمر حاسم.