إذا احتجت في أي وقت إلى تحويل دولي للأموال، فمن المحتمل أنك سمعت عن أرقام سويفت SWIFT التي تطلبها البنوك الكبرى ضمن بيانات التحويل، فما هو نظام سويفت؟ وما هي علاقته بالأزمة الروسية الأوكرانية الحالية وكيف ستعاقب روسيا به؟
ما هو نظام سويفت SWIFT؟
هو عبارة عن نظام مراسلة عالمي يعمل على شبكة من المؤسسات المالية، وهو نظام تعاوني مملوك للأعضاء يستخدمه آلاف البنوك في جميع أنحاء العالم لتوصيل المعلومات حول المعاملات المالية بطريقة آمنة وموحدة، وقبل استخدام نظام سويفت، استخدمت البنوك نظام TELEX في المعاملات الدولية، وهو عبارة عن نظام أوامر دفع بطيء يعتمد على وصف كل معاملة بجمل بدلًا من الرموز، وكان كابوسًا بالنسبة للبنوك والمستخدمين.
وفي عام 1973، تم تأسيس نظام سويفت وابتكرت نظامًا للرموز ينقل الرسائل المالية بشكل أكثر كفاءة مما كان يفعله نظام TELEX ويقع المقر الرئيسي لنظام سويفت في بروكسل في بلجيكا، ولم ترغب المؤسسة أن يكون مقرها الرئيسي لندن أو نيويورك كما هو معهود في معظم الشركات العالمية، واعتبارًا من عام 2018، أجريت نصف التحويلات عبر الحدود باستخدام نظام سويفت وغطى النظام 212 دولة مختلفة.
كيف يعمل نظام سويفت؟
يتم استخدام نظام سويفت لتوصيل التحويلات المالية بين بنكين، فعندما تكون هناك علاقة بين بنكين من خلال الحسابات التجارية بينهما، يتم التحويل بمجرد استلام رسالة سويفت وتكون هناك رسوم ما عند التحويل من بنك لآخر، لكن إذا لم يكن هناك ربط بينهما عبر نظام سويفت فسيكون هناك بنوك وسيطة لتسهيل عملية التحويل وسيتم إضافة رسوم إضافية عليك، وإذا كانت عملتان متعلقتان بعملية التحويل، فسيقوم أحد البنوك بتبديل العملات بشكل عادي.
ولا يقوم نظام سويفت SWIFT بتحويل الأموال فعليًا، فهي تنقل أوامر المعاملات بين المؤسسات باستخدام رموز SWIFT وبفضله يوجد تنسيقات IBAN (وهو اختصار رقم الحساب المصرفي الدولي) ورقم BIC (رمز معرف البنك) المستخدمة في تحويل الأموال الفعلي.
ويقوم نظام سويفت بتعيين رمز فريد لكل مؤسسة مالية ويتكون من 8 أو 11 رمزًا ويسمى هذا الرقم برقم سويفت ويتألف من رمز المؤسسة ورمز البلد ورمز الموقع أو المدينة ورمز الفرع الاختياري للبنك، ويحدد رمز سويفت رقم البنك فقط سواء كان المصدر أو المستقبل، أما رقم IBAN فيحدد كلًا من البنك والحساب المعين المختص بالتحويل.
من المتحكم في نظام سويفت؟
هي عبارة عن جمعية تعاونية مما يعني أنها لا تخضع لسيطرة أي دولة بمفردها، ويحكمها مجلس إدارة مكون من 25 شخصًا ويشرف عليها البنوك المركزية للدول العشر الكبار وهم بنك كندا والبنك الاتحادي الألماني والبنك المركزي الأوروبي وبنك فرنسا وبنك إيطاليا وبنك اليابان والبنك المركزي الهولندي وبنك السويد المركزي والبنك الوطني السويسري وبنك إنجلترا ونظام الاحتياط الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي والبنك الوطني البلجيكي.
ما الدور الذي يلعبه نظام سويفت في الغزو الروسي الأوكراني؟
كانت دول أوروبا الشرية وفرنسا من بين أوائل المدافعين عن العقوبات الاقتصادية التي من شأنها عزل روسيا عن نظام سويفت، واعتمادًا على عدد البنوك التي يخطط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لاستهدافها من خلال سويفت، فإن الأمر سيكون أكثر صعوبة بالنسبة للكيانات الروسية في معالجة المعاملات ويمكن أن يعيق قدرة الاقتصاد الروسي على القيام بأعمال خارج حدودها.
وقد هددت الدول الغربية باستخدام هذه العقوبات ضد روسيا في عام 2014، بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم، لكن الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بلغ 1.7 تريليون دولار العام الماضي مما يجعلها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقد جاهد المسؤولون في أوكرانيا بمطالبة جميع الدول الأوروبية للموافقة على قرار عزل روسيا من الشبكة الدولية بين البنوك، وتستهدف الولايات المتحدة وأوروبا احتياطيات البنك المركزي الروسي، مما يهدد بضربة للاقتصاد.
ولو رجعنا بالذاكرة لعام 2012 عندما عُزلت إيران بسبب برنامجها النووي، وقتها خسرت نصف عائدات تصدير النفط ونسبة تصل إلى 30% من تجارتها الخارجية.
ولم توافق جميع الدول بشكل كامل، حيث تراجعت ألمانيا عن القرار بشكل غير مباشر، فهي تدعم الآلية لكن بطريقة أخرى غير العزل التام لروسيا، وهي من أوائل الدول التي ستتأثر بعزل روسيا من سويفت العالمي، فهي الأكثر استخدامًا للنظام للتواصل مع البنوك الروسية، مما قد يطور الأمر إلى تداعيات أخرى.
هل هناك سُبل أخرى أمام روسيا في حالة العزل التام من نظام سويفت؟
بالطبع نعم، أنشأت روسيا شبكة بديلة تُدعى نظام نقل الرسائل المالية SPFS، لكن الخبراء الماليين يقولون أنه بديل غير مناسب، فبحلول نهاية عام 2020، شمل النظام 400 مشارك فقط في 23 دولة، وهناك نظام الدفع بين البنوك الصيني CIPS والذي سيسمح لكلا البلدين تجاوز سويفت وهو مصدر قلق أكبر، حيث تعتبر الصين أحد أكبر الدول اقتصاديًا وأي تعزيز لهذا النظام البديل من شأنه أن يؤدي إلى تآكل النظام المالي الحالي الذي يهيمن عليه الدولار، مما يعزز من القوة الغربية.
هل تستطيع روسيا استخدام العملات المشفرة للتهرب من العقوبات؟
نظرًا لعدم وجود وحدة تحكم مركزية لديها القدرة على تنظيم العملية، فيمكن استخدام العملات المشفرة لأشياء مثل التمويل الجماعي للجيش الأوكراني أو مساعدة روسيا في التهرب من العقوبات، لكن الأسوأ من ذلك أن الدول والمؤسسات المتعلقة بشكل كبير بروسيا ستتحمل عقوبات سلبية كبيرة.