The8Log – منذ إعلان مؤسّس تويتر جاك دورسي عن تنّحيه عن إدارة منصّة التّغريدات الّتي ظهرت إلى النّور عام 2006، لإفساح المجال أمام الجيل الشّاب، توالت ردود الأفعال حول التّغييرات الّتي قد تطرأ على المنصّة مع توّلي خلفه ذي الخلفيّة التّقنية باراغ أغراوال.
يُعدّ أغراوال، الذي كان يشغل منصب كبير مسؤولي التّكنولوجيا في تويتر، من أصغر الرّؤساء التّنفيذيين حيث يبلغ من العمر 37 عاماً فقط.
فأيّة تغييرات يمكن أن تطرأ على تويتر نتيجة هذا التحوّل المفاجئ؟ هل سيسهم العمر الصّغير في إضفاء رؤية أكثر حداثة على المنصّة؟ أم هل ستتم إضافة تقنيات أكثر تقدّماً بالنّظر إلى الخلفيّة التّكنولوجية للرّئيس الجديد؟
تويتر: فكرة شابّة وثوريّة
انطلق تويتر عام 2006 نتيجة فكرة جاك دورسي، الطّالب آنذاك، خلال جلسة عصف ذهنيّ مع شركائه الأربعة في استحداث خدمة رسائل قصيرة تسهلّ التّواصل بين المستخدمين حول العالم.
شهدت الشركة نموًّا سريعًا وخلال فترة قصيرة، حيث قفز عدد التّغريدات من 400 ألف تغريدة في الربع الثاني من عام 2007 إلى 100 مليون تغريدة في الربع الأول من عام 2008 فيما نشر المستخدمون 50 مليون تغريدة في يومٍ واحد عام 2010.
وبعد ذلك شهدت أرباح الشّركة نموّاً متسارعاً حيث بلغت 199 مليون دولار خلال الرّبع الأوّل من عام 2021، كما وصل عدد مستخدمي تويتر إلى 206 مليون مستخدم نشط يوميًاً في الرّبع الثّاني من عام 2021.
منذ عام 2006 يقود جاك دورسي المنصّة بنجاح إلى أن قرّر التنّحي بصورة مفاجئة على اعتبار بأنّ ذلك المصير الطّبيعي لجميع الشّركات الّتي ستتجاوز مؤسّسيها في نهاية المطاف.
باراغ أغراوال: مسيرة مغايرة وتغييرات مرتقبة؟
هناك مجموعة من العوامل تجعل من باراغ أغراوال رئيسيّاً تنفيذيّاً مختلفاً قد يشهد تويتر في عهده تغييرات مرتقبة وقد تكون جذريّة.
مسيرة مميزة
عمل أغراوال الهندي الأصل، مع تويتر على مدار العقد الماضي، حيث انضمّ إلى الشركة كمهندس برمجيات متمّيز ثم أصبح مديراً للتكنولوجيا.
وبصفته كبير موّظفي التكنولوجيا، كان باراغ مسؤولاً عن “الاستراتيجية التقنيّة لتويتر والمشرف على التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي عبر فرق المستهلكين والإيرادات والعلوم”.
خلفيّة تقنيّة ومشاريع متقدّمة
يمتلك أغراول خلفيّة تقنيّة واسعة حيث إنه مهندس وعمل ككبير مسؤولي التّكنولوجيا في تويتر كما كان يشارك في رؤية الشّركة مع الرّئيس التّنفيذي السّابق جاك دورسي. قد تقود هذه الخلفيّة التّقنية إلى إضافة ميّزات أكثر تقدّماً على المنًصة، كما قد تقود إلى رؤية أكثر ثوريّة لما يمكن أن يبدو عليه تويتر.
وأشرف أغراوال على الاستراتيجية التقنيّة لتويتر، ما أدّى إلى العمل على تحسين سرعة التّطوير في الشركة، كما عمل في بعض أكثر مشاريع تويتر التي تتعلّق بالمستقبل، والتي تتضمّن التعلّم الآلي والعملات المشفرة، وكان جزءاً رئيسيًّا للتحوّل نحو “لامركزية” منّصات الوسائط الاجتماعية.
كما شجّع على تمويل مشروع تكنولوجي يسمى Bluesky، وهي محاولة لبناء هذا المستقبل من خلال تطوير بروتوكول شبكات مفتوح المصدر ومستقلّ لوسائل التواصل الاجتماعي ويمكن لشركات مختلفة استخدامه.
آراء جدليّة
من المحتمل أن يقوم أغراوال بصفته الرّئيس التنفيذي بإجراء تعديلات بشأن مسائل حريّة التعبير في السنوات القادمة، حيث تلّمح بعض تعليقاته السابقة إلى آرائه حول هذه المسألة.
ورغم عمله في تويتر إلا أن أغراوال لا يغرّد كثيراً، حيث غرّد 3239 تغريدة فقط على مدار 13 عاماً على المنّصة مقارنة بأكثر من 28000 تغريدة لدورسي.