The8Log – بات الإنترنت جزءاً حيوياً من جميع جوانب حياتنا، بل أصبح ضرباً من المستحيل أن تستقيم الحياة أو تتدفّق بصورة طبيعيّة دون وجود الإنترنت.
إلا أن تسارع وتيرة التطوّر التكنولوجي غير المسبوقة تفرض توقعّات حول التّغييرات التي ستطرأ على شبكة الإنترنت لمواكبة هذه التطوّرات.
فما هو مستقبل الإنترنت؟ وهل سيختفي الإنترنت كما نعرفه؟ وكيف سيبدو العالم؟ وما هي أبرز التّغييرات التي ستطرأ على الشّبكة العنكبوتية التي تربط بين جميع أنحاء العالم؟
الإنترنت: نظرة تاريخيّة
ظهر الإنترنت إلى النّور في سبعينيات القرن الماضي عندما عمل كل من بوب كان وفينت سيرف على مشروع عرف وقتها ب ARPANET وهي اختصار ل Advanced Research Projects Agency Network الّذي موّلته وزارة الدفاع الأميركية بالتعاون مع رائد شبكات الكومبيوتر بول بارنت.
كان الهدف من هذه الخطوة وقتها إنشاء شبكة لا مركزيّة للتواصل موّزعة في الولايات المتحدّة كي تستطيع مواصلة أعمالها والتواصل مع جميع الجهات في حال التعرّض لضربة نوويّة خلال فترة الحرب الباردة.
خلال تلك الفترة ظهر إلى النّور مصطلح موّزعي خدمات الإنترنت أو ما يعرف اختصاراً ب ISP، ومنذ ذلك الوقت شهد عدد مستخدمي الإنترنت زيادة غير مسبوقة.
مستقبل الإنترنت: هل سيختفي الإنترنت كما نعرفه؟
مع الإحصائيّات الّتي تشير إلى تضاعف حجم المعلومات الّتي يتمّ نقلها يوميّاً عبر الشبكة، فتشير التوّقعات إلى أنّ سرعة الإنترنت ستشهد ازدياداً هائلاً كي تواكب هذه التحرّكات إلا أنّ زيادة السّرعة يتطلّب إدخال تقنيات جديدة مثل منظومة الجيل الخامس، وتأسيس البنية التحتيّة، والأجهزة الصناعيّة والحواسيب المعتمدة على الذّكاء الاصطناعي.
فيما يتعلّق بتقنيات الجيل الخامس، ستبدأ الشّركات بتطبيق ما يعرف باسم 5G NR وهي تقنيّة تعتمد على تحديث شبكات الجيل الرّابع الحاليّة للتوافق مع استخدامات 5G، لكنّ العمل بتقنية الجيل الخامس بشكلّ مستقل سيحدث في مرحلة لاحقة لأنها تتطلّب بنية تحتية جديدة ومكلفة، بما في ذلك أجهزة توجيه (راوتر) صغيرة تنتشر في كل مكان تقريباً لاستيعاب موجات الراديو الجديدة التي سيكون تردّدها الموجي أقصر من موجات الراديو التي تعتمد عليها الشركات حالياً.
كما سيقلّ معدلّ “تأخير وصول البيانات” ممّا سيساهم في تحسين استخدام ألعاب الواقع الافتراضي والسّيارات ذاتية القيادة.
كما سيتمّ استخدام تقنيات بلوتوث 5 وهو جيل متطوّر من البلوتوث سيتمّ استخدامه على نطاق واسع، حيث تمّ تطبيق هذه التقنيّة في بعض الأجهزة الحديثة.
وفي ظلّ المساعي الهادفة لتعزيز سرعة الإنترنت، سيتمّ إطلاق واي فاي 6 وهو نوع جديد يتحمّل زيادة الاستهلاك، ويحسّن كفاءة شبكة الإنترنت بما في ذلك زيادة عدد الأجهزة المتصلّة.
كما سيعتمد على نوع جديد من أجهزة التّوجيه (الرّاوتر) يسمى 802.11ax. ومن خلال تقنية MU-MIMO التي تعني الاستجابة لأوامر من أجهزة مختلفة في نفس الوقت، وتقنية OFDMA وتعني تقسيم قناة الاتصال وزيادة قدرتها على التعامل مع العديد من الأجهزة، ستزداد قدرة المستخدم في الوصول إلى الإنترنت في أماكن مزدحمة مثل القطارات والملاعب وغيرها.
مستقبل الإنترنت: إلى أين نتجه؟
عقب الجيل الأوّل من الشبكة العنكبوتيّة الذي كان يعرف بـ ويب 1.0 وويب 1.5. ويب 1.0 ويحتوي صفحات بلغة الترميز التشعبيّة html، جاءت نسخة ويب 1.5، وهي عبارة عن نسخة “ديناميكية” وتنشأ فيها صفحات شبكة الإنترنت فوراً من محتويات قواعد البيانات باستخدام نظم إدارة المحتويات. وبعد ذلك برز الجيل الثاني من الإنترنت التفاعلي web 2.0 الذي كانت نقطة انطلاقه التفاعل بين المستخدمين.
بناء على ذلك، سيرّكز التطوّر الطبيعي للإنترنت على إنترنت الأشياء، سيستطيع من خلاله المستخدمون أن يتفاعلوا من خلاله بصورة ديناميكيّة وشفافيّة.
لذلك علينا أن نكون مستعدّين لدخول إنترنت الأشياء في جميع مناحي حياتنا، وأن نغيّر الطّريقة الّتي نعيش ونعمل من خلالها لتعتمد على الأتمتة بصورة أكبر.