خلال العامين الماضيين تأثرت الأسواق العالمية بانتشار فيروس كوفيد 19 ومن المجالات التي تأثرت بشدة المطاعم السريعة التي انحصرت في توصيل الطلبات وإغلاق معظمها طوال الوقت خوفًا من انتشار الفيروس، لكن هناك بعض المطاعم التي استخدمت التقنيات في التغلب على هذه المشكلة، إليك الحلول التي استخدموها.
المطاعم السريعة في عصر كوفيد 19
في الآونة الأخيرة، أجبر انتشار فيروس كوفيد 19 المطاعم على التحول في طريقة عملها، بحيث ظهرت “مطابخ الأشباح” لتوجيه طلبات التسليم والطلبات الخارجية، ولكن مع ارتفاع معدلات التطعيم بشكل مطرد وانحسار موجات الفيروس بشكل جيد، يرغب العملاء مرة أخرى للجلوس وتناول الوجبات في المطاعم، وهذا يعني إعادة فتح المطاعم وتوظيف عمالة جديدة وهي ليست مهمة سهلة وسط هذه الأجواء الحالية.
فبعد عام من الإعلان عن كوفيد 19 كجائحة، انخفضت نسبة التوظيف في المطاعم الأمريكية بنحو 1.2 مليون موظف مقارنة بالعام السابق، ولا يوجد سبب واحد فقط لهذه المشكلة، لكن معدلات القوى العاملة بلغت أدنى مستوياتها منذ السبعينيات، وتصدرت ماكدونالدز عناوين الصحف لتقديمها 50 دولارًا للمتقدمين إلى وظائفها والحضور إلى المقابلة.
ومن المشاكل التي واجهتها بعض المطاعم استسلام كامل الطاقم كما حدث في مطعم لبرجر كنج على أحد الطرق السريعة حيث استقال المدير والموظفون بالكامل، فضلًا عن الأجور الزهيدة التي تقدمها المطاعم، فمعظم المطاعم تدار اعتمادًا على عمال من الشباب أو الأشخاص غير المهرة.
أتمتة المطاعم كان الحل الأقرب
اضطرت بعض سلاسل المطاعم الكبرى إلى استخدام التقنيات الحديثة في إعداد الطعام واستقبال الطلبات والتوصيل. ففي شيكاغو، تستخدم 10 مواقع لمطاعم ماكدونالدز برنامج ذكاء اصطناعي لتلقي الطلبات، وأعلنت سلسلة وايت كاسل الأمريكية للبرجر عن استخدامها أداة آلية تُدعى “فليبي” لشواء البرجر بعد تجربة ناجحة خلال العام الماضي، وأعلنت هيونداي روبوتكس شراكتها مع كنتاكي لتطوير روبوتات طهي الدجاج.
وعلى صعيد التسليم، دخلت شركة Grubhub في شراكة مع مطور المركبات المستقلة ياندكس لطرح روبوتات توصيل الطعام عبر حرم الجامعات الأمريكية، وتضم جامعة ولاية أوهايو حاليًا 50 مركبة ذاتية القيادة لتسليم طلبات الطعام، وجاري تطبيقها في العديد من الجامعات الأمريكية، كما دخلت Chick-fil-A في شراكة مع “كيوي بوت” لتطوير روبوتات التوصيل، وكذلك استثمرت شركة دومينوز في سيارات توصيل البيتزا ذاتية القيادة.
وقد يكون دخول الروبوتات والبرامج إلى عالم المطاعم أفضل للكفاءة والإنتاجية، بسبب بيئة المطاعم الصعبة التي تمتلئ بالنار والزيت والأراضي الزلقة والسكاكين الحادة، فضلًا عن أن الروبوتات لا تعترض أو تتغيب عن العمل، أو تستريح لمجرد التعب، فهم دائمًا على استعداد للعمل.
لكن ذلك سيتطلب استثمارًا كبيرًا، فقد قدرت منصة Emergen للتحليل سوق الغذاء العالمي بالوصول إلى 342 مليار دولار بحلول عام 2027، لذا سيتعين على بعض الشركات إنفاق المزيد من النقود لتعزيز كفاءتها وتحقيق هوامش ربح قوية.
لكن السؤال الأقوى الذي يطرح حاليًا، ماذا سيحدث للعمال الذين يتم استبدالهم؟ فهناك الملايين الذين يعملون في مطاعم الوجبات السريعة على مستوى العالم!