أطلقت وكالة ناسا أكبر وأغلى وأقوى تلسكوب لها حتى الآن “تلسكوب جيمس ويب” والذي سيدور على بعد مليون ميلًا تقريبًا من الأرض، وسيستغرق التلسكوب من خمس إلى عشر سنوات في دراسة تكوين المجرات الأولى للكون ومقارنتها بالمجرات الحالية وكيفية تطور نظامنا الشمسي، وما إذا كانت هناك حياة على كواكب أخرى.
نبذة عن تلسكوب جيمس ويب
طُور تلسكوب جيمس ويب بالاشتراك من وكالة ناسا الفضائية ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية، وبدأ تطويره لأول مرة عام 1996 وعرف باسم تلسكوب الفضاء من الجيل التالي، قبل أن يعاد تسميته إلى تلسكوب جيمس ويب عام 2022، وهو اسم رئيس وكالة ناسا في الستينيات والذي ساعد في إطلاق برنامج أبولو التي كانت رحلاته في النهاية إلى القمر.
وعانى المشروع من نكسات وتأخيرات عديدة، بما في ذلك إعادة تصميمه عام 2005 وانتهى الأمر بتكلفة 10 مليار دولار أمريكي، واكتمل بناؤه عام 2016 لكنه خضع لاختبارات مكثفة قبل الموافقة على إطلاقه.
كيف يعمل تلسكوب جيمس ويب؟
يعمل تلسكوب جيمس ويب بالأشعة تحت الحمراء، مما يعني أنه سيستخدم هذه الأشعة في اكتشاف الأجسام في الفضاء، وسيكون قادرًا على مراقبة الأجرام السماوية مثل النجوم والكواكب والسدم، والتي قد تكون باردة جدًا أو باهتة جدًا بحيث لا يمكن ملاحظتها في الضوء المرئي أو للعين البشرية.
ووفقًا لوكالة ناسا، فإن الأشعة تحت الحمراء في تلسكوب جيمس ويب قادرة على المرور عبر الغاز والغبار، والتي تبدو غير شفافة للعين البشرية، وهو يختلف عن تلسكوب هابل الشهير الذي يرى الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء القريبة.
ما هي أهداف تلسكوب جيمس ويب؟
هناك أربعة أهداف لتلسكوب جيمس ويب:
- أولاً دراسة النجوم والمجرات الأولى التي تشكلت بعد الانفجار العظيم مباشرة، وعادة لا يتمكن البشر من رؤية ذلك لأنه عندما ينتقل الضوء عبر الكون يتمدد ويصبح غير مرئيًا بالعين المجردة، لكن تلسكوب جيمس ويب سيكون قادرًا على اكتشاف هذا الضوء.
- ثانيًا: مقارنة المجرات في الماضي بمجرات اليوم.
- ثالثًا: دراسة النجوم وأنظمة الكواكب مثل نظامنا الشمسي، وذلك لأن الأشعة تحت الحمراء يمكنها المرور عبر الغبار الفلكي، والذي لا يمكن رؤيته من تلسكوب ضوئي مرئي مثل تلسكوب هابل.
- رابعًا: دراسة الكواكب خارج نظامنا الشمسي، لمعرفة ما إذا كانت هناك أي علامات على وجود الحياة، وإذا كان لديها غلاف جوي قادر على الحفاظ على الحياة.
ما المطلوب كي تنجح هذه المهمة؟
وفقًا لتقرير صدر عام 2018، فإن المهمة مكونة من 344 خطوة كي تتم بنجاح، وقد وضع التلسكوب داخل مقدمة صاروخ آريان 5 وأطلق من ميناء الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في غيانا الفرنسية في حوالي الساعة 7:20 صباحًا بالتوقيت الشرقي وفقًا للعد التنازلي يوم السبت الخامس والعشرين من شهر ديسمبر لعام 2021.
وبعد 30 دقيقة تقريبًا من الإطلاق، تكشفت الألواح الشمسية حتى يتمكن التلسكوب من الحصول على الطاقة من الشمس، وبعد ساعتين ظهر الهوائي ليبدأ التلسكوب الاتصال بالأرض، وبعد ثلاثة أيام سيتم نشر درع الشمس، الذي يبلغ حجمه حجم ملعب التنس تقريبًا.
ولكي تعمل الأجهزة الموجودة على متن الصاروخ، يجب أن تبقى في درجات حرارة شديدة البرودة والتي تصل إلى 370 درجة فهرنهايت ويحمي الواقي من الشمس التلسكوب والأجهزة من حرارة الشمس لتبقى باردة، وبعد ذلك ستفتح المرايا حتى تتمكن من عكس الضوء.
وبشكل عام سيستغرق التلسكوب حوالي 29 يومًا للوصول إلى المحطة النهائية في رحلته والاستقرار على مدار يبعد عن الأرض حوالي مليون ميلًا تقريبًا.