ظهرت تقنية الذكاء الاصطناعي منذ عقود، لكنها ازدهرت كثيرًا مع ظهور روبوتات الدردشة التفاعلية التوليدية وأصبح بإمكان هذه التقنية فهم المحتوى بطريقة تشبه البشر، وتسارع الشركات جميعًا إلى اللحاق بركب هذه التقنية، وبالرغم من تركزها في الولايات المتحدة، إلا أن شركة بايدو الصينية أطلقت روبوت الدردشة الخاص بها ونماذج ذكاء اصطناعي مماثلة.
وفي مجال الروبوتات، يمكن أن يساعد تطور الذكاء الاصطناعي الإنتاجي الآلات في فهم وتصور بيئتها، كما قال لي زانغ، الرئيس التنفيذي لشركة LimX Dynamics التي يقع مقرها في شنتشن.
فبعد انضمام “لي زانغ” إلى شركة LimX Dynamics قلل توقعاته بشأن مدة استغراق LimX لإنتاج روبوت بشري قادر ليس فقط على العمل في المصانع ولكن أيضًا للمساعدة في المنازل.
وكان “لي زانغ” يتوقع في البداية أن تستغرق العملية بأكملها من ثمان إلى عشر سنوات، ولكنه الآن يتوقع أن تكون بعض حالات الاستخدام جاهزة في غضون من خمس إلى سبع سنوات، وذلك بعدما لاحظ تحسن قدرات الأدوات وتقنية الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.
وتتسابق الشركات نحو الفرصة، حيث تدعم OpenAI نفسها شركات ناشئة تهتم بمجال الروبوتات البشرية، بينما تعمل تسلا التابعة لإيلون ماسك على تطوير روبوتها الخاصة، والتي يُطلق عليه Optimus، واستثمرت شركة السيارات الكهربائية العملاقة BYD العام الماضي في Agibot المقرة في شنغهاي بعد أشهر قليلة من تأسيسها.
اقرأ أيضًا >> مسؤول كبير في أمازون: سرقة الروبوتات لوظائف البشر مجرد خرافة
وعلى المستوى العالمي، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية في نوفمبر صورة للرئيس الصيني شي جينبينغ وهو يشاهد روبوتًا بشريًا في مركز معارض خلال زيارته الأولى إلى شنغهاي منذ بداية الجائحة، تم تطوير الروبوت من قبل شركة Fourier Intelligence.
وتجاوزت الصين اليابان في عام 2013 كأكبر منتج للروبوتات الصناعية في العالم، وتمثل الآن أكثر من 50% من الإجمالي العالمي، وفقًا لتقرير AI Index الأخير من جامعة ستانفورد، كما كانت قطاعات الإلكترونيات، والسيارات، والمعادن، من القطاعات الرائدة في تركيب الروبوتات الصناعية في الصين، حسب التقرير.
تأثير الروبوتات على وظائف البشر
عندما يتعلق الأمر بالاستبدال الكامل للعمال البشريين، فإن تطورات الذكاء الاصطناعي وحدها لا تكفي، فحتى لو سمح الذكاء الاصطناعي للروبوت بالتفكير واتخاذ القرارات بما يتوازى مع البشر، فإن القيود الميكانيكية هي السبب الرئيسي في عدم قدرة الروبوتات البشرية على استبدال العمال البشريين حتى الآن.
فلا يساعد الذكاء الاصطناعي الإنتاجي بشكل مباشر في حركة الروبوتات، كما أشار إيريك شيا، شريك في “فيوتشر كابيتال” والمستثمر في شركة LimX. ولكن التقدم في النماذج الكبيرة للغة يمكن أن يساعد الروبوتات البشرية في التخطيط للمهام المتقدمة وإتمام مهام معقدة”.
والعائق الثاني في إدخال الروبوتات إلى الصناعة الإنتاجية هي التكلفة، فبمجرد انخفاض أسعار بناء هذه الروبوتات سيتم دمجها في معظم المهام التي تتطلب أمور روتينية ودقيقة، كما أن الذكاء الاصطناعي الإنتاجي يمكنه أن يقلل من التكاليف، دون التأثير على العمالة البشرية في الأبحاث الدوائية.
ويقول أليكس جافورونكوف، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة Insilico Medicine أن توفير التكاليف في مجال تصنيع الأدوية لا يكون عن طريق الحد من عدد الأشخاص، لكن في الواقع يأتي من خلال تقليل عدد التجارب الفاشلة.
وأشار إلى كيفية أن شركات الأدوية الكبيرة عادة ما تضطر إلى إنفاق آلاف الدولارات لتكرار جزيء للفحص وسيجري عدة آلاف من هذه الاختبارات لكل برنامج. وادعى أنه بمساعدة الذكاء الاصطناعي، تحتاج Insilico فقط إلى تخليق حوالي 70 جزيء لكل برنامج.