بعد سنوات من التأخير، أعلنت شركة جوجل أنها لن تلغي وتستبدل بعد الآن ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالأطراف الثالثة “الكوكيز” وهي ممارسة استخدمها المعلنون منذ فترة طويلة في متصفح الإنترنت كروم الخاص بها.
وتعتبر ملفات تعريف الارتباط أجزاء صغيرة من الشفرة التي يقدمها مواقع الويب إلى متصفح الزائر وتبقى موجودة أثناء زيارته لمواقع أخرى وساهمت هذه الممارسة بشكل كبير في نظام الإعلانات الرقمية، حيث توفر القدرة على تتبع المستخدمين عبر عدة مواقع لاستهداف الإعلانات.
وفي عام 2020، أعلنت جوجل أنها ستنهي دعم هذه الملفات بحلول بداية عام 2022 بمجرد أن تجد حلاً لتلبية احتياجات المستخدمين والناشرين والمعلنين، وتطوير أدوات لتبسيط الحلول البديلة، ولتحقيق ذلك، أطلقت جوجل مبادرتها “الملعب الخاص بالخصوصية” للعثور على حلاً يحمي خصوصية المستخدم ويتيح للمحتوى أن يظل متاحًا بحرية على الويب المفتوح.
وأعلنت جوجل في يناير أنها كانت “واثقة للغاية” من تقدم مقترحاتها لاستبدال الملفات، والتي تضمنت “التعلم التجمعي للفئات”، والتي من شأنها أساساً وضع الأشخاص في مجموعات استناداً إلى سلوكيات التصفح المماثلة، مما يعني أنه سيتم استخدام “معرفات التجمع” فقط وليس معرفات المستخدم الفردية لاستهدافهم.
اقرأ أيضًا >> جوجل ستوقف منصة تقصير الروابط goo.gl عن العمل العام القادم
لكن في يونيو 2021، قامت جوجل بتأجيل الجدول الزمني، مما منح صناعة الإعلانات الرقمية وقتًا أكثر لوضع خطط لإعلانات مستهدفة تهتم بالخصوصية أكثر. ثم في عام 2022، أعلنت الشركة أن التعليقات أظهرت أن المعلنين يحتاجون إلى المزيد من الوقت للانتقال إلى استبدال ملفات تعريف الارتباط لديها، حيث اعتبر البعض أنه سيؤثر بشكل كبير على أعمالهم.
وفي منشور على مدونة الشركة يوم الاثنين، ذكرت جوجل أنها تلقت ملاحظات من المعلنين والمنظمات التنظيمية، أدت إلى قرارها الأخير بإلغاء خطط إلغاء ملفات تعريف الارتباط من الأطراف الثالثة في متصفحها، وأشارت الشركة إلى أنه من خلال التجارب، أدركت أن الانتقال يتطلب “عملًا كبيرًا من جانب العديد من المشاركين” وسيؤثر على الناشرين والمعلنين وأي شخص يتورط في الإعلانات عبر الإنترنت.
وكتب أنتوني تشافيز، نائب الرئيس لـ “الملعب الخاص بالخصوصية”:
“بدلاً من إيقاف تشغيل ملفات تعريف الارتباط من الأطراف الثالثة، سنقدم تجربة جديدة في Chrome تتيح للأشخاص اتخاذ خيار مستنير ينطبق على تصفح الويب الخاص بهم، ويمكنهم ضبط هذا الخيار في أي وقت، وسنناقش نناقش هذا المسار الجديد مع الجهات التنظيمية، وسنشارك مع الصناعة أثناء تنفيذه”.