أتاح السير تيم بيرنز لي الكود الأصلي لشبكة الإنترنت العالمية مجانًا، لكنه استطاع جمع ما يصل إلى 5.4 مليون دولار أمريكي عن طريق بيع نسخة موقعه منه شخصيًا بمزاد إلكتروني بصيغة NFT أي “الرموز غير القابلة للاستبدال” وهي نسخة من الكود الأصلي للشبكة العنكبوتية.
وانضمت هذه النسخة الأصلية للكود البرمجي للشبكة العنكبوتية إلى قائمة من الرموز غير القابلة للاستبدال مثل أول تغريدة لجاك دورسي وعمود من صحيفة نيويورك تايمز وقسيمة مدى الحياة لمتاجر التجزئة Kratom عبر الإنترنت والعديد من المواد الأصلية والقديمة جدًا لأول الأشياء عبر الإنترنت، وقد كتب بيرنز لي هذا الكود البرمجي في أوائل التسعينات وأطلق عليه اسم شبكة الويب العالمية وذلك من خلال حواسيب نيكست، وضم المزاد مقطعًا يصور الكود الأصلي للشبكة العنكبوتية التي تقرأ من خلالها هذا المقال.
وبسبب الطفرة الأخيرة في أعمال الرموز غير القابلة للاستبدال، استطاع تيم بيرنز لي توفير الكود بسهولة، وهو مالم يكن متوفرًا منذ سنوات مضت، وهو عمل برمجي له أهمية البالغة في إنشاء شبكة الويب العالمية، وهذه الرموز غير القابلة للاستبدال عبارة عن منتجات رقمية كلوحة فنية أو مقطع ما أو صورة لا يمكن التلاعب بها أو بأي من تفصيلها وتكون متصلة بسجل ما على البلوك تشين لتوضيح الملكية الفكرية للمطور الأصلي
وبالرغم من المبلغ الكبير من العائدات، سيتبرع بيرنز لي بالعائدات لإحدى المؤسسات لكنه لم يحدد اسمها، وهي لحظة غريبة لهواة جمع الأشياء التاريخية، فهذا الكود البرمجي هو جزء كبير من تاريخ الإنترنت، فلم يكن الكود الذي كتبه تيم بيرنز لي محميًا بحقوق الطبع والنشر أو محميًا بموجب قانون الملكية الفكرية عام 1993.
وبالطبع لا يبيع بيرنز لي النسخة الأصلية الفعلية لشبكة WWW لكنها نسخة موقعة منه شخصيًا مكتوبة بلغة البايثون، وبهذه الطريقة يحاول بيرنز لي الحصول على فرصة لجمع الأموال من إرثه دون محاولة استعادة حقوق الملكية الفكرية، والتي ربما قد تكون مستحيلة في هذه المرحلة.
لكن ماذا سيستفيد الفائز بالمزاد، إن كانت النسخة العادية متاحة بالفعل؟
تجيب كاسندرا هاتون، مديرة مزاد بيع هذه النسخة، والتي أكدت إن الطبعات لا حصر لها، لكن هناك رغبة من البعض بامتلاك النسخة الأصلية لشبكة الويب التي تطورت كثيرًا عما كانت عليه، فالأمر هواية لدى البعض، فهناك من يعتزون بجمع المخطوطات النادرة واللوحات الفنية النادرة، فهو فن له شعبيته والمهووسين به.
لا تستعجب! فهناك المهووسين بالكثير من الأشياء الغريبة، ولعل هذا المزاد يكون بداية الاهتمام بالآثار الرقمية، فقد يكون موقع ما في السنوات القادمة من المقتنيات النادرة أو قد تكون الأكواد بلغات معينة من الآثار التي يسعى وراءها الكثيرون.