المعلمون يستخدمون روبوتات الدردشة الذكية في تقييم الواجبات والمقالات

عندما تتلقى ديان جايسكي، أستاذة مادة الاتصالات الاستراتيجية في كلية إثاكا، مقالة من أحد طلابها، تمرر جزءًا منها عبر روبوت الدردشة ChatGPT، طلبًا للمساعدة من أداة الذكاء الاصطناعي لتقييم العمل واقتراح كيفية تحسينه، وبعد ذلك تُظهر لطلابها النتيجة النهائية الصادرة عن روبوت ChatGPT وكيف قامت الأداة بإعادة كتابة مقالتهم.

وتطلب جايسكي من فصلها المؤلف من 15 طالبًا القيام بالشيء نفسه وهو تمرير مقالاتهم عبر روبوت الدردشة ChatGPT لمعرفة الجزء الذي يحتاج إلى تحسين، حيث أعادت تقنية الذكاء الاصطناعي تشكيل العملية التعليمية وقدمت فوائد حقيقية مثل أتمتة بعض المهام لتوفير الوقت للتعليم الشخصي أكثر، ولكن هناك بعض المخاطر الكبيرة المتعلقة بالدقة والانتحال والحفاظ على النزاهة.

يستخدم كل من المعلمين والطلاب التكنولوجيا الجديدة، ووجد تقرير أعده مستشارو التقنية الاستراتيجية فيTyton Partners، أن نصف طلاب الكليات استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي في خريف عام 2023. وفي الوقت نفسه، على الرغم من أن عدد أقل من أعضاء هيئة التدريس استخدموا الذكاء الاصطناعي، إلا أن النسبة ارتفعت إلى 22٪ من أعضاء هيئة التدريس في خريف عام 2023، مقارنة بنسبة 9٪ في ربيع عام 2023.

ويلجأ المعلمون إلى أدوات ومنصات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وWritable وGrammarly وEssayGrader لمساعدتهم في تصحيح الأوراق، وكتابة التقييمات وتطوير خطط الدروس، وإعداد الواجبات. كما يستخدمون الأدوات الناشئة لإنشاء اختبارات واستطلاعات وفيديوهات وتفاعلات لرفع مستوى ما يُتوقع في الصف، ومن جهة أخرى، يعتمد الطلاب على أدوات مثل ChatGPT و CoPilot من مايكروسوفت التي تدمجها في برامج وورد وباور بوينت ومنتجات أخرى.

ولكن بينما وضعت بعض المدارس سياسات بشأن كيف يمكن للطلاب استخدام الذكاء الاصطناعي في الواجبات المدرسية أو لا يمكن، إلا أن العديد منها ليست لديها إرشادات للمعلمين، ويثير ممارسة استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم الواجبات اعتبارات أخلاقية. وقد يتساءل الآباء والطلاب الذين ينفقون بالفعل مئات الآلاف من الدولارات على الرسوم الدراسية ما إذا كانت حلقة التغذية اللانهائية من المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي والذي يتم تقييمه بواسطة الذكاء الاصطناعي في الجامعة تستحق الوقت والمال.

الوقت والمكان الصحيحان للاستفادة من الذكاء الاصطناعي

تعتمد طريقة استخدام المعلمين للذكاء الاصطناعي على العديد من العوامل، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالتقييم، حسبما ذكرت دوروثي لايدنر، أستاذة الأخلاقيات التجارية في جامعة فرجينيا، فإذا كانت المادة المختبرة في صف كبير بشكل أساسي معرفة افتراضية – لذا يوجد إجابة صحيحة واضحة وخاطئة – فإن تقييم المعلم باستخدام الذكاء الاصطناعي “قد يكون أفضل حتى من تقييم الإنسان”.

وسيتيح الذكاء الاصطناعي للمعلمين تقييم الاختبارات بشكل أسرع وأكثر انتظامًا وتجنب التعب أو الملل، لكن لايدنر لفتت الانتباه إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالفصول الصغيرة أو المهام ذات الإجابات الأقل تحديدًا، يجب أن يظل التقييم شخصيًا حتى يتمكن المعلمون من تقييم أكثر تحديدًا والتعرف على عمل الطالب، وبالتالي، تقدمه مع مرور الوقت.

واقترحت استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل المعلمين للنظر في بعض المقاييس – مثل الهيكل واستخدام اللغة والقواعد اللغوية – وإعطاء درجات رقمية على تلك النتائج. لكن يجب على المعلمين بعد ذلك تقييم عمل الطلاب بأنفسهم عند البحث عن الجديد والإبداع وعمق الفهم.

كما ترى رفع عمل الطالب إلى ChatGPT “اعتبارًا أخلاقيًا هائلًا” وربما انتهاكًا لملكيته الفكرية. تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT مثل هذه الإدخالات لتدريب خوارزمياتها على كل شيء من أنماط الكلام إلى كيفية صنع الجمل إلى الحقائق والأرقام.

وأكدت الأستاذة لايدنر على ذلك، قائلةً إنه يجب تجنب ذلك بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بأطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير لأن الطالب قد يأمل في نشر العمل.