The8Log يمثل إعلان المجموعة السويدية “ستيل فرونت“– المتخصصة في قطاع الألعاب الإلكترونية – بالاستحواذ على شركة”Jawaker FZ LLC“(جواكر)، التي أسسها رياديّان أردنيّان، صفحة جديدة من سجل إنجازات الشباب الأردني الرياديّ.
فالاستحواذ الذي تم مقابل مبلغ إجمالي قدره 205 ملايين دولار على أساس نقدي وخال من الدّيون، يعكس قدرات الرياديين الأردنيين في تأسيس الشركات القادرة على جذب المستثمرين العالميين.
في هذا التقرير، سنسلّط الضوء على تأسيس وعملية الاستحواذ على شركة جواكر، كقصة نجاح أردنيّة.
رياديان أردنيان يسطّران قصة نجاح جواكر
لم يكن عمر يوسف شمعون قد تجاوز الـ 30 عاما عندما أسس وشريكه محمد الحاج حسن (28 عاما) تطبيق جواكر في عام 2009، التطبيق الذي يجمع معظم ألعاب الورق المتعارف عليها بالعالم العربي في مكان واحد.
فقد حمل الشّابان خبراتهما في شركة أخطبوط للتوظيف التي أسساها في عام 2006، مع خلفيتهما الأكاديمية نحو “جواكر”، ليسطّرا قصة نجاح ملهمة للرياديين الأردنيين.
فشمعون، يحمل درجة البكالوريس في الهندسة من جامعة ماك جيل/مونتريال في كندا عام 2002، والماجستير في إدارة أعمال التمويل والشركات من جامعة جورج تاون الأميركية، أما الحاج حسن فيحمل درجة البكالوريس في المالية والاقتصاد الجزئي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي، والماجستير في إدارة الأعمال ومثله في التربية من كلية ستانفورد للدراسات العليا.
كما صقل الرياديان، عضوا “إنديفور” الأردن، مسيرتهما العملية الناجحة بالعمل في شركات مرموقة، تمثل بعضوية مجلس الإدارة في شركات ZenH R وجواكر وأخطبوط ومؤسسة Entrepreneurs Organization، المتخصصة بالريادة، حتى عضويته بمجلس إدارة بنك الأردن أخيراً، بالنسبة لشمعون، بالإضافة للعمل كنائب الرئيس للتحليل الكمّي في شركة رسملة للاستثمارات، وكمحلل مالي في شركة Dredner Kleinwort Wasserstein المتخصصة في الاستثمارات البنكية في الولايات المتحدة الأميركية، وعضويته في مجلسي إدارة أخطبوط وجواكر حتى عضويته في مجلس إدارة كابيتال بنك، بالنسبة للحاج حسن.
نجاح منقطع النظير
كان النجاح الذي حققته شركة جواكر، التي يقع مقرها الرئيسي في أبو ظبي، منقطع النظير، وأصبحت منصة ألعاب الورق تجمع ملايين لاعبي الورق في العالم العربي وشمال أفريقيا.
ويتميّز تطبيق جواكر بكونه الوحيد الذي يضم أكثر من 30 لعبة ورق وطاولة معروفة في الأردن ولبنان وسوريا والعراق، وهي الـ: هاند، طرنيب، تركس بأنواعها، 400، طنج، كونكان والدومينو، إلى جانب ألعاب الورق المعروفة في الخليج العربي وهي لعبة البلوت، الهاند السعودي، سعودي ديل، كوت بو 4 وكوت بو 6 وبنت السبيت، بالإضافة للألعاب المعروفة في دول شمال أفريقيا، مثل استيميشن وروندا، وغيرها العديد من الألعاب الأخرى.
وتتيح المنصة لروّادها مزايا اللعب الجماعي مع أمهر لاعبي الورق حول العالم وعلى مدار الساعة، وبخاصية الدردشة الصوتية أثناء اللعب، مع فريق دعم فني كامل وجاهز للمساعدة على مدار الساعة.
هذه المزايا، وغيرها، دفعت مستخدمي المنصة لتقييمها بـ 4.7 من 5 على متجر التطبيقات “آب ستور” المخصص لنظام تشغيل الهواتف الذكيّة “آي أو إس“، و4.5 من 5 على متجر تطبيقات “جوجل“، المخصص لنظام التشغيل “أندرويد.”
وفي عام 2011، استثمرت شركة الاستثمار twofour54 في شركة ”جواكر”، التي يعمل فيها اليوم 50 موظفا.
عيون سويدية تراقب جواكر
رصدت المجموعة السويدية “ستيل فرونت”، المتخصصة في قطاع الألعاب الإلكترونية، النجاحات التي حققتها شركة جواكر، فوضعت الأخيرة على رادار الرصد لزيادة عائداتها، بصفقة قيمتها 205 ملايين دولار، تدفع 74% منها نقداً، فيما تستحق الدفعة الباقية كأسهم بمقدار 8.540092 ملايين سهم، تخصص لمالكي جواكر في الشركة السويدية الأم.
وتأسست ستيل فرونت على يد يورجن لارسون في عام 2010، في رؤية تتمثل بإنشاء مجموعة متنوعة من الألعاب عبر الاستحواذ على شركات ناجحة، ليتم إضافتها إلى ستوديو ألعاب خاص فيها.
ومضت الشركة السويدية في عمليات الاستحواذ والتوسع، حتى وصلت لشركة جواكر-استوديو الألعاب المتنقل.
توقعات ستيل فرونت على أعمالها بعد الاستحواذ
وصل عدد المستخدمين اليومي لتطبيق جواكر إلى 1.2 مليون مستخدم كما في تموز (يوليو) من عام 2021، وبعدد مستخدمين شهري بلغ 3.8 مليون مستخدم في الشهر ذاته.
وقدّرت ستيل فرونت بعائدات جواكر الصافية بـ 132 مليون كرونة سويدية (حوالي 15 مليون دولار) في الربع الثاني من العام الحالي، وبمعدل أرباح قبل الفوائد والضرائب بمقدار 82 مليون كرونة سويدية (حوالي 9 مليون دولار) في الربع الثاني من العام الحالي أيضاً.
وتأمل الشركة السويدية أن تسهم عملية الاستحواذ برفدها ما بين 270-310 ملايين كرونة (31 -36 مليون دولار) كعائدات صافية، وبما يتراوح بين 180-210 ملايين كرونة (20-22 مليون دولار) كمعدل أرباح قبل الفوائد والضرائب في عام 2021، كما لو تم ضم أعمال شركة جواكر للقائمة المجمّعة لشركة ستيل فرونت لعام 2021.
إلهام الشباب الأردني
من المؤكد أن قصة جواكر التي توجت بالاستحواذ عليها من قبل مستثمر عالمي هو شركة ستيل فرونت، ستلهم الشباب الريادي الأردني لتحقيق إنجازات مماثلة.
ويتوقع أن تكثف الشركات الكبرى جهودها في احتضار الريادة والابتكار، وتوفر للشباب الأردنيين البيئة الملائمة لتحقيق الابتكار.
وفي هذا المجال، لا بد من الإشارة لدور حاضنة أمنية لريادة الأعمال The Tank، التي تفتح أبوابها لعشرين ريادياً في العام الواحد ضمن برنامجها الخاص بالريادة، فضلا عن عقد الدورات والندوات لتوجيه الرياديين وتشبيكهم مع كبريات الشركات وحواضن الابتكار العالمية.