تأمل كوريا الجنوبية في أن تكون لاعبًا رئيسيًا في تلبية الطلب العالمي الجديد على الجيل التالي من رقائق الذكاء الاصطناعي، وتضع الحكومة أموالها الاستثمارية في مكانها الصحيح، حيث كشفت وزارة العلوم وتقنية المعلومات والاتصالات في البلاد عن تخصيصها نحو 642.5 مليون دولار حتى عام 2023 كاستثمار في شركات تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وسيشمل الاستثمار بناء مراكز بيانات جديد، والعمل مع الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي ومقدمي الخدمات السحابية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى.
وعلى الصعيد العالمي، هناك جنون وهوس مستمر بتقنيات روبوتات الدردشة التي تقدمها شركة OpenAI والتي خلقت موجة جديدة من الخدمات وجعل العمليات الحالية أكثر كفاءة، وبالتي يفكر الكثير من المستهلكين والمؤسسات التقنية في كيفية عمل ذلك بالنسبة إليهم.
ومع ذلك، فإن معالجة هذا كم الهائل من بيانات الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى قوة معالجة هائلة، وهناك سباق عالمي بين الشركات والدول كذلك لتلبية هذا الكم من الطلبات.
وبالرغم من تعزيز إمكانات الاقتصاد الكوري، إلا أن هناك علامات استفهام كبيرة حول دور الصين في هذه التقنية، مما يحفز عملية البحث والتطوير، ولم تكن جهود كوريا وحدها أمام الصين وإنما هناك جهود يابانية وهندية وأمريكية في المجال، يتسابقون فيما بينهم لريادة هذا المجال، لكن كوريا الجنوبية موطنًا لعلامات تجارية وخدمات مميزة للهواتف وكذلك مورد رئيسي للمكونات الرئيسية التي تخدم العملية.
ويأتي إعلان اليوم كجزء من أكبر خطة استراتيجية رقمية للبلاد، وقد كشفت الحكومة الكورية عن ميزانيتها الاستراتيجية في سبتمبر 2022، وتضع رهانها على ست تقنيات رئيسية وهي الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات وشبكات الجيل الخامس وشبكات الجيل السادس والأمن الكمي والميتافيرس والأمن السيبراني، ويعد الذكاء الاصطناعي جزءًا من الرؤية الشاملة للدولة فقد خصصت لها كوريا 795.3 مليون دولار لأشباه الموصلات وحوالي 235.3 مليون دولار للجيل القادم من الذكاء الاصطناعي.
وكأول مشروع لها ستقوم كوريا بتوظيف صناع رقائق الذكاء الاصطناعي والشركات السحابية في وقت مبكر من أبريل لمركزي البيانات المعروفين باسم مزارع وحدة المعالجة العصبية NPU والتي تستخدم رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية، ومن المتوقع افتتاح مركزي البيانات في وقت مبكر من عام 2004.